معهد العباسية للحاسبات
الآليه
والعلــــــــــوم
التجاريـــــــــــة
الفرقـــــة الرابعـــــــة
مشروع التخرج
فى
النحت اليونانى
إعداد الطلاب :
1-
جهـاد طـــارق فتحــى 2- مـــــــروه حافــــظ عســـــران
3-
نـرميـن ولـيـام فهمـى 4- بهـــــاء أحمــــد محمـد نجم
تحت إشراف
أ.د/ أكمــل أنــور
2013
مقدمة :
لقد اختفى
جزء كبير من النحت الاغريقى بعد مرور أكثر من ألفى عام ، ورغم ذلك فقد بقى القدر
الكافى لرسم الخطوط الرئيسية لتاريخ هذا الفن .
والى جانب
ذلك فقد نسخ العديد من أعمال النحت الاغريقية الاصل فى العصر الرومانى ، ولهذا
وصلتنا اعمال نحت اغريقية مشهورة عن طريق النسخ الرومانية ، كما استنبطت معلومات
اضافية عن طريق المصادر الأدبية التى تناولت موضوع الفن الاغريقى خاصة من بللينسى
الأكبر " 23 – 79 م " ، ومن باوزايناس Pausanias الذى كتب وصفاً لبلاد
اليونان فى القرن الثانى الميلادي ، وقد أضافت النقوش شيئاً كثيراً لمعرفتنا فى
هذا الفن . وتشمل النقوش قوائم بمقتنيات المعابد والتقدمات النذرية والتواقيع على
قواعد التماثيل والألواح المنحوته .
كثيراً ما
استخدم فن النحت الاغريقى لغرض دينى ولا سيما فى الفترات المبكرة ، كما استعملت
اعمال النحت فى زخرفة المعابد والواجهات والافاريز والزوايا ، ووضعت تماثيل
العبادة داخل البهو المركزى ، وكذلك زينت المبانى النذرية التى شيدت فى الحرم
المقدس ، وتشكل اعمال النحت المعمارى جزءاً كبيراً من اعمال النحت الاغريقية
الاصليه الباقية ، ولعبت اعمال النحت دوراً هاماً فى تخليد المناسبات الهامة فنرى
مثلاً أن نصر عظيماً يحتفل به بنصب تمثال أو مجموعة من التماثيل ، والفائز فى
مسابقة رياضية يعمل له تمثال لشاب منتصر ، وفى حالة عقد معاهدة بين مدينتين يحتفل
بذلك يإقامة لوحة تذكارية .
بالاضافة
الى ذلك تزايد الاقبال على شواهد القبور .
العصر
القديم ( الارخي ) المبكر 660 – 580 ق.م
طبقاً
للادلة المتوفرة حاليا لم تكن اعداد كبيرة من اعمال النحت مثل التماثيل والالواح
المنحوتة بالحجم الطبيعى او ما يزيد عن ذلك ، تصنع في اليونان قبل منتصف القرن
السابع ق.م . وحتى تماثيل العبادة فى الفترة السابقة فقد كانت صغيرة الحجم تقريبا
ومعظمها من الخشب . ويتضح انه بالاحتكاك مع الشرق قد بدأت صناعة النحت على الالواح
الحجرية الكبيرة في اليونان . ولقد تغلبت مصر على الاشوريين في عام 672ق.م . ومن
ثم فتح الشرق امام التجارة الاغريقية . ويقول هيرودوت ( II , I , 54 ) ان الملك المصري بسماتيك Psammetichos ( 606 – 906
ق.م ) قد اعطى الايونيين والكاريين " قصورا يسكنوها ...... على ضفاف النيل
" وكانوا أول الاجانب الذين استقروا فى مصر ، واستندا الى ما ذكر بالاضافة
الى اقوال كتاب قدماء آخرين الامر الذي يتفق نوعا ما مع الدليل الاثري المتبقى
فإنه من الممكن ان نعتبر عام 650 ق .م تقريبا هو الحد الاعلى لتاريخ النحت الاغريقى
من الحجم الكبير .
وتدل اقدم
اعمال النحت الكبرى الموجودة في اليونان على التأثير الشرقي . وطبيعى ان هذه
التماثيل لم تكن من الحجر الصلب الملون الذي استعمله المصريون لان محاجر المرمر
الابيض كانت متوفرة لدى الاغريق حيث اتقنوا استعمالها . ولكن يبدو التأثير الشرقي
من مصر وبلاد ما بين النهرين واضحا في وقفات التماثيل والمناظر العامة . واتبع
الاغريق عدة طرز فى صناعة التماثيل واعدوها
مرة بعد
الاخرى . واما الطراز الرئيسى بين تلك التماثيل فهو تمثال الشاب الرياضى كوروس Kouros ذو الوقفة
الامامية الثابتة حيث تتقدم القدم اليسرى الى الامام ويكون الذراعان مشدودين الى
الجانبيين مثنيين عند الكوع احيانا واليدان اما مقبوضتان ( ولا يزال فيها قطعة من
الحجر ) أو مبسوطتان مسدلتان . والنسب التي استخدمت في صناعة هذه التماثيل نهي
بنفس النسب حسبما يتضح فى التماثيل ذات الاكتاف العريضة والخصر الرفيع . وعلى اى
حال فهناك فارق هام هو ان التماثيل الحجرية المصرية الواقفة كانت تدعم بعمود من
الخلف او ترتدى ثوبا على هيئة جلد الاسد كما يبدو فى اغلبها . واما الشاب الرياضي
الاغريقي ( كوروس ) فصور دون اى دعامة وعاري الجسم كليا كما هي العادة .
ومن ناحية
أخرى تظهر تماثيل الفتاة الواقفة كوري Kore في
هذه الفترة وجسمها مغطى برداء بلا ثنيات يلتصق بالجسم . وهناك طراز آخر شاع
استعماله في العصر الارخى هو التمثال الجالس ذكرا كان ام انثى . ويشبه هذا الطراز
التماثيل المصرية كثيرا حيث صنعت الاشكال الجالسة تنظر قدما واقدامها ملتصقة بعضها
ببعض والذراعان موضوعان على الحجر بينما تتجه اليدان الى اسفل احداهما مقبوضة .
وكانت هذه التماثيل تكسى بشكل منتظم ودون ثنيات بينما ينتهى طرف الرداء فوق
القدمين على شكل قوس كما هو معروف فى النحت الاشوري .
وللتمثال
المنفرج الساقين اسلاف او سوابق مماثلة في الفن المصري . وقد صنع على غرار الطراز
الواقف حيث القدم اليسرى متقدمة واما الرجلان فتبعد احداهما عن الاخرى وينحنى
الجزء الاعلى من الجسم الى الامام . وقد استعملت هذه
التماثيل
في تصوير المعارك على الافاريز كما كان الحال فى النحت المصرى . ولكى يصور التمثال
فى حركة سريعة ( طائرا او راكضا ) فقد طور الاغريق الحركة النصف راكعة ( انظر
الشكل 98 ) حيث توضع احدى الركب على الارض او بالقرب منها بينما تثنى الركبة
الاخرى قليلا والذراعان مشدودان الى اعلى او الى اسفل او الى الجانبين شأنه فى ذلك
شأن التماثيل النصف راكعة . ويتجه الجزء العلوي من هذه التماثيل نحو الناظر بينما
تظهر الارجل من الجوانب الامر الذي يتطلب التواءا شديدا فى الخواصر .
ولكي يظهر
الفنان هذا الانحناء في الجسم فقد تينى الطريقة الشرقية حيث صور الجزء العلوي من
الجسم بصورة امامية والارجل بصورة جانبية وعادة ما يغطى الرداء الوسط .
وبالرغم من
ان الاغريق مدينون الى اسلافهم الشرقيين حيث اخذوا ما طاب لهم بحرية مطلقة فانهم
سرعان ما ابتدعوا طريقة خاصة بهم . فبدلا من الاستمرار في تكرارا الموضوعات
المصورة طوروا شيئا جديدا كليا مما احدث تغييرا فى فكرة الفن منذ ذلك الوقت . ولم
يكتفوا بتصوير الانسان طبقا لطريقة محدودة ولكنهم اكتشفوا بعقولهم المغرمة بالبحث
والتدقيق مظهر الانسان الطبيعي والحقيقي على نحو متدرج . وخلال قرن او اثنين فقد
تغيرت الاشكال ذات استنادا لوظيفة اجزاء الجسم . ولاول مرة في التاريخ عمل الشكل
الانساني المنحوت ليبرز ميكانيكية جسم الانسان المعقدة . وقد تم ذلك عن طريق
التطور التدريجى ومن خلال العمل بموجب طرز مقبولة . وكما ان شعراء الاغريق لم
يتناولوا الاشياء مباشرة ولكنهم اتبعوا فى ذلك منهاجاً مألوفا يتفق مع القواعد
العامة ، فإن الفنانين الاغريق استخدموا بعض الطرز المقبولة لكي يعبروا عن افكارهم
. وعلى اية حال فإنه ما من فنان قد قصر عمله على تقليد انتاج فنان آخر ولكن كلا
منهم كان مجددا على طريق استمرار تقدم التيار الطبيعي .
وتوضيحا
لهذا التطور سنعرض قطع نخت معينة تمثل الطرز المختلفة . فقد عثر فى اتيكا
والبيلوبرنيز وبيؤشيا والجزر على عدد من تماثيل الرجال والنساء الواقفة . وقد
اكتشف في ديلوس اثنان من اقدم التماثيل ولكنها بحالة مشوهة . وقدمت اتيكا مجموعات
رائعة من التماثيل المصنوعة في نهاية القرن السابع ق.م وهى أجزاء من اربعة اشكال
عثر عليها فى معبد بوسيدون في سونيون ( شكل 53 ) ، ورأس ويد من مقبرة ديبيلون (
شكل 52 ) وبعض الكسر من السوق الاثينى القديم ، ويد من مجموعة خاصة فى اثينا ،
وتمثال شبه كامل يوجد في متحف الميتروبوليتان في نيويورك ( شكل 54 ) . ويمكن
مشاهدة التوأم المشهور كليوبس Cleobis
وبيتون Biton في دلفي ( الشكلان 55 ، 56 ) ،
وفي ثاسوس حامل الكبش الطويل والنحيف ، وفي بلوتارخ ( نكياس 32 ) على ما يبدو ،
وفي ثيرا وساموس وجدت كسر لتماثيل كبيرة الحجم . وجاءت من بيؤشيا مجموعة من
تمثالين نقش عليهما ديرميس Dermys
وكيتيلوس Kittylos .
وبهذا يكون
لدينا أمثلة على اقدم قطع النحت الكبيرة التي صنعها الاغريق من المرمر الأبيض التى
اتبع فيها نظام واحد حسبما يتضح من كتل الحجارة المربعة . حيث كان الرأس مكعب
الشكل والملامح – العينين والاذنين والفم – التى نحتت فى سطوح مستوية وبأسلوب معين
حيث كانت ترى جوانب الجسم الاربعة . وكان العمود الفقري على شكل خط مستقيم وبروز
الظهر اعلى بكثير من الصدر والساعد
مرفوع الى
الامام بينما اليد المقبوضة ملوية نحو الجسم وحددت تفاصيل بنيان الجسم على كتلة
الحجر بإستعمال خطوط غائرة . وفي عضلات البطن هناك ثلاثة أقسام مستعرضة او اكثر
حددت اعلى الصرة بدلا من الخطين اللذين يظهران طبيعيا . ولم يحدد بروز الخاصرة
ويستدل من مقاسات الركب على انها نتيجة لتأثير مصرى ، حيث المخلخل عمودي الشكل
وعلى مستوى الركبة . والقدمان مربوعان على الارض بأصابعهما الطويلة المنحنية الى
اسفل . وبعبارة اخرى فقد اعتبر جسم الانسان وحدة صلبة متماسكة ركز على اجزائها
الرئيسية التي صورت في أشكال معبرة . وبهذا تم التوصل الى طراز قطع النحت الضخمة
التي لا تختلف عن النحت المصري .
العصر
القديم ( الارخي ) المتوسط حوالى 580 – 535 ق.م
هناك امثلة
تشير الى تطور النحت الاغريقي في المرحلة الثانية منها تماثيل اربعة شبان واقفين (
كوروي ) وجدت في مناطق مختلفة مثل ثيرا Thera
، وتينيا Tenea وفولوماندرا Volomandra وميلوس Melos
ورودوس ( الاشكال 63 – 65 ) ، وبالرغم من ان صناعة هذه التماثيل ما تزال متأثرة
بشكل كتلة الحجر ذات الاربعة جوانب الا انه يمكن ملاحظة تكوين الجسد للأشكال اكثر
من قبل . كما يرى المزيد من التفاصيل التي اشير اليها عن طريق النحت . واستمر
الاهتمام بالتصميم قويا الا ان تنسيق الاحجام استبدل وبالرسوم الخطية . وتوجد
علاقة متبادلة في اشكال الاكتاف والصدور والاطراف والافخاذ والاذرع وكذلك عضلات
الاذرع والارجل بينما شكل الرأس بشعره المنموج الكثيف والملامح المزخرفة عنصر
تتويج فعال . وتظهر في هذه الفترة ايضا بعض تماثيل الرجال المدثرة . ويتضح من ذلك
ان القصد منها تصوير شخصيات هامة وليس رياضيين ، وعثر على هذا النوع من التماثيل
فى ساموس واماكن اخرى وتدل جميعها على تأثير أيوني .
العصر
القديم ( الآرخي ) المتأخر حوالي 540 – 480 ق.م
استطاع الفنانون الاغريق تصوير الشكل الطبيعى خلال النصف
الثانى من القرن السادس بعد محاولات طويلة حيث أصبحت الوقفات أقل صلابة . وعرف
الفنان تفاصيل الجسم بشكل أفضل . ويعطي الجمع بين طراز الزخرفة القديمة والطبيعة
الجديدة الانتاج الفني لهذه الفترة رقة وجمالا جعلته احسن امثلة النحت الاغريقي .
ومن حسن الحظ فقد وصلتنا عدة أمثلة من اتيكا خاصة ، ويعود سبب ذلك الى ان
الاثينيين بعد حصار الفرس للاكروبول الاثيني في عام 479 ق. م وفي طريق عودتهم
دفنوا التماثيل القديمة والمكسورة في خنادق حيث اكتشفها المنقبون فيما بعد